siege auto

15‏/04‏/2012

التعليقات على ما ورد في كلام العربي من التخليطات والتغليطات الحلقة الثانية


الحلقة الثانية

(...تابع )
وأستدرك شيئا فاتني وهو : أننا دُعينا إلى الجلسة الثانية بعد جلسة الاستراحة، وكانت بمناسبة وليمة العقيقة للشيخ العميسان، فتأخرت عنها متعمدا لئلا أبتلى بما بليت به في جلسة الاستراحةفذهبنا أنا والشيخان الفاضلان الكريمان عمر الحاج مسعود وعبد الحكيم دعاس، وللإشارة فإن الشيخين كانا حاضرين في جلسة الاستراحة، وقد أحلت إليهما الكلمة التي أحيلت إلي فامتنعا، وهذا من أدبهما وتواضعهما.
قلت: ذهبنا متأخرين متحرين انتهاء كلمة الشيخين الفاضلين، محمد وعبد الله، لكن وصلنا، وفضيلة الشيخ محمد لا يزال يلقي كلمته، وألفينا القاعة قد ضاقت بالحاضرين، فدخلنا متسترين، وجلسنا في مؤخرة القاعة، وجلست مطأطأَ الرأس، ففوجئت بأنه قد تفطن لنا، فما برحت حتى وقف عند رأسي الشيخ العميسان، والتف الحاضرون برؤوسهم حولنا، فأمرني الشيخ العميسان بأن أتقدم إلى المنصة، وأخذ بيدي، فامتنعت، وقلت: أرجو ألا تحرجني. ثم قال لي: إن الشيخ عبد الله يدعوك لأن تتقدم، فأصررت على الامتناع حتى لا ألدغ من الجحر مرتين، وإني أعتذر إلى الشيخين المحترمين العميسان وعبد الله على ما صدر مني.
كل هذا، ليعلم ذاك المغرور، الغمر المغمور، أني لا أطمع في الشهرة وحب الظهور، ولا أركب الصعب والظهور، لأن حب الظهور يقسم الظهور.
كما أستدرك أمرا آخر : وهو أنني لما ذهبت إلى الشيخ المحدث مولوي مع أحد الإخوة الفضلاء، وجلسنا إليه، ولما خرجنا من عنده، قال لي صاحبي: سبحان الله هذا الشيخ كنت دائما أراه في حلقة الشيخ ربيع.
فانظر رعاك الله إلى أدب أهل الحديث وتواضعهم، محدث بورمة كما يلقب، يحضر مجالس شيخنا ربيع سلمه الله، ولا أحد يعرفه. ثم قارن بمن ينتسب إلى أهل الحديث بالزور، كالمتشبع بمن لم يعط، فهو لابس ثوبي زور.
وقبل أن أشرع في بيان مغالطاته، أحبذ أن أقدم هذا التعليق، لينبئك عن قدر الرجل، ومستواه العلمي، ويطلعك عما وراءه من جهل مركب.
قال العربي: بدأ كلمته بلحن لغوي أظنه جعل الشيخ الفاضل محمد بن هادي يعرض عن الإصغاء لباقي حديثه، وأراد جمعة أن يقلد العلامة الألباني فلم يسعفه اللسان، حيث قال جمعة: (فالحَقَّ والحَقُّ أقول)، والصواب كما كان ينطقها العلامة الألباني دائما على الجادة: (الحَقُّ والحقَّ أقول
).

أقول: والتعليق على هذا الكلام من وجوه:

أولها: أن الرجل، وظني به أنه لا يحفظ كتاب الله، بل لعله لا يحفظ الربع الأخير من القرآن، أو على الأقل لا يحفظ سورة (ص)، بل لا يستحضر الآيات القرآنية التي تدور على ألسنة الخطباء والمدرسين، فزعم أن الكلمة اقتبستها من كلام الشيخ الألباني رحمه الله، هكذا جهلا بكتاب الله، في حين أن أكثر الناس، بل صغار طلبة العلم، يعلمون أنها مقتسبة من قوله تعالى في سورة (ص) الآية: 84 {قال فالحقّ والحقّ أقول}.
ومما يؤكد ما ذكرت ويزيد في الطين بلة، وعلى الطنبور نغمة، أنه قال في موضع آخر: فقد ذقت بك ضرعا. كذا قال، بالضاد، وهي مقتبسة من القرآن الكريم لكن بلفظ: ذرعا، بالذال. قال تعالى في سورة في سورة هود: {ولما جاء رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا}، وقال في سورة العنكبوت: {ولما أن جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا} الآية.
الثاني: قوله: بدأ كلمته بلحن لغوي...
وهذا يدل على جهله بالقراءات وباللغة، بل هي صحيحة قراءةً وإعرابًا.
قال العكبري في التبيان في إعراب القرآن (2/1107):
وأما الحق الثاني فنصبه بأقول، ويقرأ بالرفع على تقدير تكرير المرفوع قبله أو على إضمار مبتدأ. أي قولي الحق، ويكون أقول على هذا مستأنفا موصولا بما بعده، أي أقول لأملأن.
وقال الأصبهاني في إعراب القرآن (352): ويجوز رفعه على الابتداء. و(أَقُولُ) الخبر، و(الهاء) محذوفة؛ كأنّه قال: والحقُّ أقوله، كما قال امرؤ القيس:

فَلما دَنَوتُ تسديتُهافثوبٌ نسيتَ وثوبًا أجُريروى: فثوبٌ وثوبًا بالرفع والنصب، فالرفع على ما ذكر لك، والنصب على أنّه مفعول مقدم.
وقال الشوكاني في فتح القدير (4/512): وروي عن ابن عباس،ومجاهد أنهما قَرءا برفعهما، فرفع الأول على ما تقدم، ورفع الثاني بالابتداء، وخبره الجملة المذكورة بعده، والعائد محذوف.
الثالث
: هب أنه لحن، فاللحن لا يكاد يسلم منه أحد، ولم أدّع يوما ما أنني لا ألحن، فلا ألام على ذلك، والعبرة بالرجحان، وحسبك أنه وقف على لحن واحد في كلمة ارتجلتها بحضرة الكثير، وذلك مبلغه من العلم، وقد علمت أن العبارة صحيحة قراءة وإعرابا. ومن جهل شيئا عاداه.




لكن جهلت وكم في الجهل من ضرر
لكن الذي يلام ويؤاخذ هو من يدعي أن العربية تجري في عروقه، ثم لا يراعي أدنى قواعد النحو والإملاء. وأنا لم أتتبع كلامه لأصطاد عثراته، كما دأب عليه الرجل، وإنما وقفت على بعض الأخطاء الفاحشة عرضا، ينبئك عما وراءه، ويدلك على مستوى هذا الأنيس في اللغة.
قال العربي:إن عبد المجيد جُمعة جعل سلفَ الظاهرية البدعية همُ أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاهرون.
كذا قال
وقد ضبط كلمة:أصحاب بالضم، ورفع: الطاهرون، وصوابه: أصحابَ بالنصب لأنه مفعول ثان، والطاهرين، بالنصب، وهو بدل أو عطف بيان، لأن فعل جعل -وهو من أفعال القلوب- ينصب مفعولين.

قال الرجل: فقد ذقت بك ضرعا. كذا بالضاد المعجمة، وسبحان الله ما علمت أن للرجل ضرعًا؟ وليت شعري هل سيكون يوما ما مرضعًا. والجادة: ذرعا، بالذال المعجمة.
وقال الرجل: ( أما أنا العبد الفقير فالسّكوت في حقي محضورٌ.) كذا بالضاد المعجمة، وصغار الطلبة يكتبونها: محظور. ولا يدعي أن ذلك من السبق، لأن الضاد، موقعها من لوحة المفاتيح أقصى اليسار على جهة العلو. والظاء موقعها أقصى اليمين من جهة الأدنى، فهو بعيد عن اللغة كبعد الضاد على الظاء.
صارت مشرقة وصرت مغربا ..... فشتان بين مشرق ومغرب
وهي تشبه (ضن الشلفي) الذي كتبها غير مرة بالضاد المعجمة ودون شولة، وليس ظن، بالظاء بالشولة، كما يعرفها الأطفال في المرحلة الابتدائية. ولله في خلقه شؤون، كيف يشابه القلوب.
ومن هنا فإني أنوه وأشيد بما كتبه أخي الفاضل خالد حمودة، فقد كانت مقالاته محمودة، ويده على رقبة هذا المتعال المتعالم ممدودة، فقد هتك ستره، وكشف عوره، وضيّق المجاري في عروقه، وكان شوكة في حلوقه. فجزاه الله خيرا.
الرابع: قوله: ( كما كان ينطقها العلامة الألباني دائما على الجادة: (الحَقُّ والحقَّ أقول). وهذا أيضا يؤكد جهل الرجل بالقراءات وباللغة، فإنه قد قرئ: الحقَّ، بالنصب فيهما، وهي قراءة سبعية.
ثم قارن أخي القارئ المنصف من الناحية اللغوية، بين من ارتجل كلمة من غير علم مسبق، وبين من بات يتقلب في برنامج الشاملة ليسرق الكلمات والعبارات وينسبها لنفسه، نسخا ولصقا، دون التمييز بين السليم والمصحف
وكل من ادعى ما ليس فيه فضحته شواهد الامتحان
الخامس
: قوله: ( أظنه جعل الشيخ الفاضل محمد بن هادي يعرض عن الإصغاء لباقي حديثه.) أقول: سبحان الله ما كنت أعلم أن الرجل خبير بالأحوال النفسية، حتى ظن أن الشيخ الفاضل محمدا أعرض عن سماع بقية الكلمة، بل ما كنت أعلم أن الرجل يملك الأقمار الاصطناعية، حتى رأى من بيته بالجزائر الشيخ الفاضل محمد بن هادي–وهو بالمدينة، وبينهما مفاوز-، وهو يعرض عن سماع لبقية الكلمة، أم الرجل، لعله مجنون له علاقة بالجنون، يرسلهم لاستراق السمع، فأخبروه بحال الشيخ الفاضل.
وما هو تفسيره لثناء الشيخ الفاضل محمد بن هادي على الكلمة.
أقول: عجلت بهذا التعليق ليعلم المستوى العلمي للرجل، ويكون القارئ على دراية بحاله، وأن الرجل جاهل بكتاب الله، جاهل بالقراءات، جاهل باللغة، عالم مجتهد وخبير كبير بالأحوال النفسية، والأحسن له أن يشتغل بالطب النفسي، بدلا أن يضحك سن القراء بحماقاته.
ثم بعد هذا، يصف الرجل الكلمة بأنها ركيكة، وما أسهل الدعاوي على لسان الرجل؟ فأين هي الركاكة؟، وهل يدري الرجل معنى الركاكة في الأسلوب بلاغة؟ وبعض عبارات الكلمة إما مقتبسة من القرآن –لا كما زعم- وإما من الحديث، وإما من كلام ابن القيم، رغم ارتجالي للكلمة.
وإذا كانت الكلمة ركيكة فلماذا سرقت عبارة صريحة فصيحة ولم يثبت أنه قد استعملها
وهذا غيض والذي ينتظر العربي فيض
( يتبع )
siege auto

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليق في المدونة ينتظر الموافقة